الرسالة الأولى والأخيرة

إلى الذين أنشأوني في رحاب طُهرهم و علّموني أن الصلاة عماد الحياة ولابد من المداومة عليها حتى و إن فسد القلب
،،”صلّ يا ابنتي حتى تهتدي روحك إلى خالقك”
إلى الذين علّموني أن الحياة مهما طالت لابد لها من نهاية و أن الموت خيرُ نهاية لمن صلح عمله وقلبه، فسيقرّ الله عين مُحبّيه بلقاءه
،،”فاجتهدي يا بنتي حتى تكوني من مُحبّيه”
،،إلى الذين علّموني أن ليس كُل ما يشتهيه القلب، سيناله فربما يناله في الأخرة وأن الأخرة خيرٌ وأبقى
إلى حُب المراهقة الذي اخترق كل حواجز قلبي وتسلل على حين غفلة منّي، ثم انسحب على حين تعلّقٍ دون أي إنذار، فقط ليعلّمني أن ليس كُلُّ نبضٍ في القلب يعني“سَكَنْ” ، وأن المُحبّ لا يعرف كُرهاً
إلى الحياة التي قست قدر ما قست لتُعلّمني أن لا عيش إلا عيش الأخرة
إلى الأصدقاء الذين سندوا وقت السقوط و الذين بعدوا، فبصرتُ الزائف من الصادق
إلى الأيام التي غرستني للقتال في مواطن الوحدة، لتقوّيني وتفردُ ظهري
إلى أبي الذي رحل قبل أن يحتضنني الحُضن الذي كُنتُ أتعطّش لمذاقه يوماً
وإلى أمي التي تخافُ الرحيل قبل أن تطمئن على وحيدتها
لا أعتبُ على أحدٍ منكم، فما رأيتُ منكم إلا كل خير حتى وإن بدى في ظاهره غير ذلك وحتى إن كانت العواقب الآن ليست جيّدة ولكني فقط أتساءل، لماذا؟
!لماذا علّمتوني أن التعلّق بالدنيا فيه مفسدة للقلب، ثم إذا بعدتُ عنها جاهدتوني للرجوع إليها لأني مازلتُ “صغيرة” .. كيف؟
كيف لكم أن تُعلّموني أن الموتَ لا يعرفُ سنّاً ثم تُريدون منّي تأجيل بعض الطاعات حتى يتمَّ أمر دنيوي، كتأجيل اللباس الذي “لا يشفّ ولا يصف ولا يكون زينة في نفسه” حتى الزواج ..كيف؟
ألستم أنتم من علّمتموني أن رزقي في السماء وأن كل ما عند الله خير؟! ألستم أنتم من علّمتموني الزُهد في الحياة حين كُنتُ صغيرة ولا تُلبّون من طلباتي إلا الذي يستحق التلبية، فهناك الكثير من الناس يتمنّون من الله أقل مما أملك أنا؟
لحظة!! ألستم أنتم من وجّهتوا بصري منذ الصغر للباس المُحتشم الذي لا يصف؟! لماذا إذن ترونه الآن تعقيداً ؟! هل لأني صرتُ أكبر؟! هل لأن لباسي ربما يمنع رزقاً أخبرتوني يوماً أنهُ قد خُطّ قبل أن أُولد؟
لماذا علّمتني الأيام أن لا أجامل بمشاعري وأن لا أضحك إلا حين أقدرُ على الضحك و ألا أتفّوه بالحُب إلا حين أستشعره، ويُجبرني البعض بنفاقهم أن أفعل؟
لماذا تتشككون في تربيتكم الصحيحة بسبب مفاهيم خاطئة في مجتمعٍ فاسد؟
آآه! أنا حقاً لم أعد أقوى على النقاش والجدال، فالحياة جداً صعبة واستهلكت الكثير من طاقتي، ولكني أود أخيراً أن أقول أني ربما صرتُ على قُربٍ من عامي الـ 25 ولكنه مُجرّد رقم، فعقلي يكبرُ عمري بسنين وقلبي يكبرهما بأكثر وأكثر وليس لي يدٍ في هذا، فتلك قسوة الأيام التي علّمتني أكثر ممما تعلمته بينكم، فلا تلومونني حين أهتدي وحين أقسو وحين أرحل، لأني والله ما تمنّيتُ سوى رضاكم وبرّك
….تلك رسالةُ لن تتم أبداً إلا إذا شاء الله بالميعاد

لماذا نبدوا أثمن عندما نموت ؟

عبدالقادر الإمام

d19b152c897a6dd73b766a5b909098fe نسخ

سؤال لطالما دار في مخّيلتي ، وكنت دائما أتعجب من ردّة فعل من حولي عند سماعهم بأن فلان قد توفاه الله ، فلان الذي لم تكن علاقته قوية بهم إلى حدٍّ يجعلهم يشعرون بهذا الكمّ من الحزن والأسى !

لماذا عندما يموت القلب ويتوقف عن النبض ! يولد الحب وينشغل العقل بذكرياتٍ كانت على وشك أن تُدفن في غبار الذاكرة !

والسؤال الأهم !

لماذا يأتي الحب متأخراً دائما ؟

فلا نلبث أن نتعلق بأحدهم ، إلا ويرحل ؛ يسافر ، يتزوج ويلهى بِعيشه، ينشغل عنّا .

أو … يموت !

أتحدث عن الحب بكافّة ألوانه وأشكاله !

أتحدث عن الحب الذي رأيته في أعين أولئك الذين ذابت أفئدتهم وتبخر الدم من عروقهم قلقاً وخوفاً ، ينتظرون في ما يسمى “قسم العناية المركزة ” إما رحيل من يحبون أو حدوث معجزة إلهية تبقيهم على قيد الحياة !

مع أنهم لم يكونوا ليشعروا بمدى حبهم لهم لو لم يؤولوا لحالٍ كهذهِ…

View original post 204 more words

مش عايزة أتجوز

مش عايزة أتجوز عادات وتقاليد
مش عايزة أتجوز مشهد رومانسي في فيلم
مش عايزة أتجوز كلمتين من أغنية في كليب رومانسي مقرف
مش عايزة أتجوز كلام محفوظ تحت بند “الناس كلها بتقول كده في المرحلة دي
مش عايزة أتجوز واحد مش فاهم يعني ايه سَكن ومودة ورحمة
مش عايزة أتجوز مصباح علاء الدين شايف إن “السعادة” في الماديات
مش عايزة أتجوز واحد معندوش مبدأ وفكرة ورسالة عايش ليهم
مش عايزة أتجوز واحد معندوش أي رؤية لحياته الزوجية ولا مستقبله ومستقبل أولاده، وعاوز يرتبط لمجرد إنه بقى معاه شوية فلوس يقدر يدخل بيهم أي بيت وهو حاطط رجل على رجل
.
مش عايزة أتجوز واحد فاهم إن الرجولة في إنه يُملي أوامر على البنت اللي هيرتبط بيها ,, أوامر تافهة سطحية من غير نقاش لمجرد الإمارة وفقط
.
مش عايزة أتجوز واحد فاهم إن “الدين” مظاهر قدام الناس وميعرفش أخلاقه
.
مش عايزة أتجوز واحد فاهم إن “الغيرة” في إني مخرجش بعد غروب الشمس ومكلمش الناس، لكن مفيش مشكلة يرقص ويرقّصني في فرحي تحت بند “ليلة العمر” حيث المُحرّم في الأيام العادية يكون فيها مُباح

مش عايزة أتجوز واحد اسمه مُتديّن علشان بيصلي “الفروض” بس مفيش تأثير لصلاته على شخصيته وحياته

مش عايزة أتجوز واحد منساق ورا العادات والتقاليد وعايش على خُطى السابقين وخُطى ونصائح الفاشلين

مش عايزة أتجوز واحد يدفع فيّ كل شقاه من قبل ما يعرف أنا هبقى مناسبة ليه أصلاً وهنقدر نكمل مع بعض ولا لا

*مش عايزة أتجوز طول ما المنظومة غلط والأصنام لسه عايشة حتى بعد عصر الجاهلية*

أنا عارفه إنه موجود في مكانِ ما، إما في دنيانا أو في جنة الله، أياً كان بس الأكيد إنه موجود وهيجمعنا ربنا وقتما شاء حيثما شاء أينما شاء (سبحانه وتعالى مُدبر كل أمر) ..   وأنا الحقيقة مش مستعجلة البتّة بس حبيت أسرد ما بخاطري علشان أقول للي مستعجلين عليّ لسه بدري
..
نصيحة: لو الجواز بالنسبة ليكم “رسالة” فرجاءً متتنازلوش وتيأسوا وتوافقوا بأي حد مش مناسب، علشان محدش هيشيل لامؤخذه “الطين” غيركم، ولا مجتمع هيبطل يصنّف ولا ناس هتبطل تتكلم .. أنتَ بس اعرف أنتَ عايز ايه واتقِ الله والكريم بإذنه هيرزقك باللي يطيّر قلبك من الفرحة.
.
نصيحة تانية: متسمعش لأي حد بيتكلم عن الزواج بمثالية عالية أو سوء، لإن كل اتنين ليهم ظروفهم الخاصة والبيوت مش بتتشابه بالظبط ولا الشخصيات كمان، فمشي حياتك أنت بنفسك ولا تسمع للي حياته وردي ولا اللي حياته بلاك علشان متتصدمش في كل الأحوال .. وشكراً ؛

رسالة إليكَ

رسالة إليك؛ أيها الغريب السائح في بلاد الله أينما كنت
رسالة إليك؛ يا من أخبرت صديقتي يوماً أني سمّيتُكَ (Mr. Morals)

حاولت جاهدة أن أحافظ عليّ وعلى قلبي إليك، حتى إذا ما التقينا، نعمنا بسكينة القلوب النقية التي لم يفسد جمالها شيطان، ولكن عليك أن تعلم أنه ليس بالأمر الهيّن في ظل ما تقاسيه أي أنثى في تلك الغابة الموحشة، فقط لمجرد أنها أنثى،

ولتعلم أيضاً أني سعيت جاهدة لأحافظ على قلبي إليك؛ أحافظ عليه دون الاختلاط بمتاع الدنيا ودون الاختلاط بأي غريب، ولكن جهاد النفس والهوى مرُ المذاق على القلوب حلوٌ كثير إلى الشيطان، وأن الله يبتلي القلوب؛ تارة ليختبرها وتارة ليهذبها، وكلٌ حسب درجة الإيمان في قلبه، فكثيرٌ ما نبرر لأنفسنا تلك الكلمة، وتلك الضحكة، والكثير والكثير على شاكلتها مما يفسد القلب ويُظلمه دون أن ندري ..
أكتب إليك تلك الكلمات لأني أؤمن وبشدة بأن ما أفعله، سألاقيه فيك وما أتمناه، عليّ أن أكون على نفس قدره إن لم أكن أعلى وأن الله يرزق الطيبين بالطيبات، فأشعر بضيقِ شديد كلما نقص من طيبتي شئ؛ تلك الطيبة المعنيّة في الآية (التقوى والإيمان) ..

لا أعلم لمَ أكتب هذه الكلمات إليك الآن، ربما لأني في حاجة لأقسو على نفسي وأهذبها،

وربما لأني سئمت غربتي وتوهتي في ذاك الزمان ، أو ربما أشكو إليك نفسي لأنك ستكون الأقرب؛ أقرب إليّ حتى من نفسي!

لا أعلم حقاً، ولكن على أي حال، فتلك رسالتي إليك؛ فإن التقيتك قبل أن ألقى الله، فستقرأها وسأخبرك الكثير حولها حينئذ، وإن لم، فلعل الله يغفر لي بها ويرزقني بمن هو أفضل في جنته، علّه (سبحانه وتعالى) يرضى ويغفر ويمنّ عليّ بجنته.

سلامٌ ورحمة ومغفرة وعفوُ من الله عليك ..

آتُحبني؟ فلتعتدل في مدحي

ومن أحبّ حبيبه بصدق، لم يُفرط في مدحه فيفسد قلبه ويلقي الغرور في نفسه، وأيضاً لا يقتصد حد الشُح، بل يعتدل؛
فيوفي حق النفس البشرية من الطرب لاستماع مدحها ويوفي حق حبيبه عليه بألا يمدحه إلا بما فيه صدقاً، فيعزز الصفات الجيدة بداخله حتى يداوم عليها

 

قلبٌ مُنتَهَكْ

تعجبتُ لها حين رأيتها على غير طبيعتها ترتدي ثوب الحكمة وتجتهد في القراءة وتثقيف نفسها كتلميذ مجتهد شغوف بالعلم، ثم بعد تقلّبات حزينة خلعته عنها ثم ارتدت ثوب التديّن، ثم ما أن لبثت تتقرب إلى الله وقع عنها وخيّم على قلبها ليلٌ كئيب؛ فقد كان الثوب خفيفاً وهوى لما ضاق القلب بالهوى، ثم ارتدت ثوب الإيجابية والتفاؤل وأصبحت ابتسامة مشرقة لا تفارقها، ثم فارقتها ككل شئ فارقها، ثم بدأت تتحدث عن اللاثقة والخيانة كـ بطلة في فيلم درامي، فأبدى ذاك الغريب إعجابه بكلامها، فعادت لها الثقة ونسيت ما كانت تبكيه بالأمس وأخذت تتقلب وتتقلب كل يوم، وفي كل مرة أراها في ثوب جديد، أعلم أن قصة حزينة انتهت وبدأت أخرى أفلاطونية في ظاهرها أكثر إيلاماً في أخرها

\: قانون العرض

1003863_10201593002693655_1481678896_n

 

قانون العرض هو القانون اللي بيتّبعه أغلب الأمهات إيماناً منهم إن المرحله اللي بعد انتهاء المسيرة التعليمية لازم تكون (دبلتين) فتبدأ الأم بتهيئة بنتها للعرض بحيث إن اللي كان في يوم ممنوع هيبقى مُباح و المبرر إن الممنوع كان ممنوع علشان إنتِ كنتِ لسة صغيرة مش علشان هو عيب أو حرام
و تدريجياً المبادئ بتقع واحد ورا واحد لحد ما تبقى البنت مسخ معروض في الشوارع و الأفراح علشان ينتقل بسرعة لمرحلة (الصالون) ،، لو البنت كانت بلا مبدأ و بلا شخصية فبتلاقيها مُنساقة ورا مامتها بشكل لا إرادي و بتعمل أي حاجه و كل حاجه في سبيل إنها تتجوز ، و بالتالي النتيجة بتكون أي جوازة لأي رجل و أول واحد يخبط ع الباب القلب يتفتحله عالطول و كأنها تعرفه من سنين و تبدأ قصة حب أفلاطونية من قبل حتى ما تعرف إسمه و طبعاً الأم بتشجعها على كده و يمكن أكتر كمان و اتزوّقي و اعملي و اخرجي و اتكلمي و ميهمش ده خطيبك و هيبقى جوزك
تتوقع من بنت زي دي إن حياتها بعد كده هتكون عامله إزاي ؟! هتتعامل مع الشخص اللي غرقت في دوامة حبه من قبل ما
تعرفه بعد الجواز إزاي ؟! هتحل مشاكلها إزاي ؟! هتربي أولاد إزاي ؟! طبعاً ماما اللي هتحل و ماما اللي هتربي و لو ماما معرفتش و وصلنا لطريق مسدود يبقى ننفصل و نقول (إحنا إتسرّعنا!!) و بعدها الحياه تقف مع البنت شويه مش قادرة تستوعب أي حاجه و تبدأ ترجّّع الشريط من أوله تلاقي إنها كانت مُغيّبة و غرقانة في دوامة كلام الحب المحفوظ و الغير محسوس بالمرة و الزفّة و الفستان الأبيض و ماما اللي عاوزة تفرح و شبح العنوسة ،، ووووو ،،،، ثم إيه ؟
ثم إن البنت اللي كانت مغلوبة على أمرها تحت ضغط أمها المسيطرة عليها منذ الصغر و اللي أدى لضعف شخصيتها تحولت حياتها إلى اكتئاب … البنت ضاعت نتيجة لتقاليد بتفرضها علينا المحاكاة العمياء للأجيال السابقة و عدم مراعاة فروق التوقيت و التفكير
و من ثَمَّ ،، بطلب من كل بنت أن يكون عندها مبدأ تتمسك بيه لأنها أغلى من أنها تعرض نفسها بطريقة رخيصة علشان تتجوز أي جوازة … و إياكِ تسمحي لحد أنه يسخر منك علشان أنتِ عندك مبدأ و عاوزة الحلال بالحلال و اعرفي إنه اللي عنده مبدأ عايش علشانه هو دايماً الأقوى

قوليلهم أنا مؤمنة إن {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} ،، و الزواج رزق
قوليلهم أنا مؤمنة إن {وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} ،، فأنا مطمئنة أووي للتوقيت اللي هيقدره سبحانه
قوليلهم إنك بتسعي و تجتهدي علشانه بس على طريقة الطيّبات {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} ،، لأني عاوزة طيّب
و افتكري دايماً إنك غالية أووي عند ربنا و كل ما ترضي ربنا كل ما ربنا يرضيك و يرضي قلبك أكتر
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}
حددي هدفك أنتِ عاوزة طيّب ولا أي جوازة ؟!! لو عاوزة طيّب يبقى لازم تكونِ أطيب يعني (أتقى) و لو عاوزة أي جوازة مش هتفرق بقا
و خليكي مؤمنة و قوية و صبورة مهما أتأخر نصيبك متخليهوش سبب لضعفك و حزنك لأن واللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون و لعلّ في هذا التأخير كل خير .. و متعلّقيش سعادتك و حياتك كلها على الجواز و الحب و اسعدي نفسك و اعملي كيانك و مش عيب إنك تاخدي وقتك علشان تجهزي نفسك مادياً و إيمانياً لحد ما يجيلك نصيبك اللي ربنا كاتبه من قبل ما تتولدي.
إحنا بس لو نتدبر شوية و نؤمن قولاً و عملاً هنرتاح أووي!

أسأل الله أن يعفّنا و أن يكفينا و يرضينا بالحلال ،، اللّهم آمين يا أكرم الأكرمين و يا جابر الخواطر يارب

 

|~ربّي ربّاني ~|

،، من تربية الله لك
قد يبتليك الله بالأذى ممن حولك حتى لا يتعلق قلبك بأي أحد لا أم ولا أب لا أخ ولا صديق، فيتعلّق قلبك بهِ وحده

،، من تربية الله لك
قد يبتليك ليستخرج من قلبك عبودية الصبر والرضى وتمام الثقة به هل أنت راض عنه لأنه أعطاك؟ أم لأنك واثق أنه الحكيم الرحيم؟،، من تربية الله لك
قد يمنع عنك رزقاً تطلبه لأنه يعلم أن هذا الرزق سبب لفساد دينك أو دنياك، أو أن وقته لم يأت، وسيأتي في أروع وقت ممكن

،، من تربية الله لك
قد ينغص عليك نعمة كنت متمتعاً فيها لأنه رأى أن قلبك أصبح “مهموما” بالدنيا فأراد أن يريك حقيقتها لتزهد فيها وتشتاق للجنة

،، من تربية الله لك
أنه يعلم في قلبك مرضاً أنت عاجز عن علاجه باختيارك ، فيبتليك بصعوبات تخرجه رغماً عنك تتألم قليلاً ، ثم تضحك بعد ذلك

،، من تربية الله لك
أن يؤخر عنك الإجابة حتى تستنفد كل الأسباب وتيأس من صلاح الحال ثم يُصلحه لك من حيث لا تحتسب حتى تعلم من هو المُنعم عليك

،، من تربية الله لك
حين تقوم بالعبادة من أجل الدنيا يحرمك الدنيا حتى يعود الإخلاص إلى قلبك وتعتاد العبادة للرب الرحيم ثم يعطيك ولا يُعجزه

،، من تربية الله لك
أن يُطيل عليك البلاء ويُريك خلال هذا البلاء من اللطف والعناية وانشراح الصدر ما يملأ قلبك معرفة به حتى يفيض حبه في قلبك

،، من تربية الله لك
أن يراك غافلا عن تربيته وتفسر الأحداث كأنها تحدث وحدها فيظل يُريك من عجائب أقداره وسرعة إجابته للدعاء حتى تستيقظ وتبصر

،، من تربية الله لك
أن يعجّل لك عقوبته على ذنوبك حتى تُعجّل أنت التوبة فيغفر لك ويطهرك ولا يدع قلبك تتراكم عليه الذنوب حتى يغطيه الرّان فتعمى

،، من تربية الله لك
أنك إذا ألححت على شيء مصراً في طلبه متسخطاً على قدر الله يعطيك إياه حتى تذوق حقيقته فتبغضه وتعلم أن اختيار الله لك كان خيراً لك

،، من تربية الله لك
(((أن تكون في بلاء فيُريك من هو أسوأ منك بكثير (في نفس البلاء) حتى تشعر بلطفه بك وتقول من قلبك (((الحمد لله

 

((((ُعَنْه))))

!سألها أحدهم على أي حال تتمنينه أن يكون ؟

فأجابت باختصار ، (أريده على دين و خُلُق) ظناً منها أنها قد أحسنت الرد فيما اشتملت عليه هاتين الكلمتين من معانٍ جميلة لا حصر لها ناسية أن تلك المعاني تغيّرت ، هذا و إن وجدت أصلاً ، ففي مجتمعنا الآن بعضهم يرى أن المتدين هو من يصلي الفرائض ، و الخَلوق هو من عفّ لسانه عن استخدام الألفاظ البذيئه و ليس كلها فمنها ما هو أقل درجة في البذاءه فـَ يرى أنها مباحة في التعبير عن أراءه أو المزاح بها مع أصحابه

سألها ثانية غير فاهماً لهذا الاختصار راغباً في التعمق في تفاصيل أكثر

فاسترجعت إجابتها و وجدتها أنها بالفعل غير كافيه و بدأت في سرد التفاصيل بعينين لامعتين و وجه متورّد بالحياء ثم قالت، أريده رجلاً يعرف للرجولة خصالٍ و معانٍ ليس اسماً فحسب .. اريده سائراً على نهج المصطفى صلَّ الله عليه و سلّم مُتحلياً بكل أخلاقه .. أريده ذا طموح و أهداف و ليس تافهاً .. أريده على علم كبير بدينه و ليس متعصباً غير فاهماً لتعاليم دينه الجميله .. أريده حافظاً للقرآن و إن لم يكن فسنختمه سوياً .. أريده مُعمراً لبيوت الله ..أريده طاهر الجوارح يعني ذا أذنين كارهتين لسماع لهو يغضب الله و عينين محرم عليهما النظر للحرام و قدمين لا يسعيان إلا في كل خير يعني أريده واهباً حياته لله ، أما عن قلبه فأريده مملؤاً بحب الله و الرسول موصولاً بذكر الله دائماً ، فمن عرف محبة الله عرف معنى الحب الحقيقي و إني لا أخاف من قلب معلّق بالله.

ثم اختتمت كلامها بأنها تتمنى بيتها معه كقطعة من الجنة قائماً على الطاعة و معطرة أركانه بذكر الله و شاهداً لهما يوم القيامة بحسن الطاعه و الصلاة و قراءة القرآن و ذكر الله دون فتور.

!قال لها ، و ماذا عن متاع الدنيا ؟! ألا تحلمين بمسكن فاخر و عربة و أشياء مثل ذلك مما يحلم به بنات جيلك ؟

ضحكت و قالت له ، والله لا يعنيني ما لديه فرسولي قال (من ترضون دينه و خُلُقه) و ليس أمواله .. فماذا أفعل بكل هذا إن لم يكن على خُلق و يعرف كيف المعامله بالمعروف ؟! أنا أريده غنياً بالأخلاق .. أما عن متاع الدنيا فهذا رزق و الله يقسم الأرزاق و لا يظلم أحد أبدا و إني على يقين بأن ما لم أنله في الدنيا سيرزقني الله إياه في الأخره حتى و إن كان الزواج نفسه ، فالزواج رزق أيضاً و الله يدبر لنا كل أمورنا بعناية بالغة بما فيه الخير لنا .. الله كريم جداً 

تبسّم في صمت ، ثم سألها إذا كانت تريد قول شئ أخر ؟

قالت، أسأل الله أن يعفّني و بنات المسلمين و أن يكفينا بحلاله عن حرامه و يغنينا بفضله عمّن سواه

BeFunky_644311_532808870086902_1713211679_n.jpg

!الفتنة

:كل يوم الصبح و هي نازله من البيت متعودة تدعي دعوة
!اللهم لا تجعلني سببا في فتنة أحد و لا أفتتن بأحد

!يعني إيه تكون سبب فتنة ؟
!يعني تلبس حاجة تغضب ربنا فتجعل أحدهم ينظر إليها نظرة جارحة فيفتتن بها و يأتي يوم القيامة يتهمها بأنها سببا في فتنة

  يعني تسمع أخبار مش متأكدة من مدى صحتها و تتناقلها و تكون سبب في إشعال فتنة

!يعني قلبها يصيبه سهم الغرور و الكبر من إطراء كاذب فتكون سبب في فتنة نفسها

!و يعني إيه تُفتتن؟
!يعني لا تغض بصرها فيوسوس لها الشيطان و يلقي في قلبها سهم الإعجاب بأحدهم فتنظر نظرة حرام ثم تفتتن

يعني تكثر الأقاويل و الأراء حول موضوع ما فتفتتن بالرأي الخطأ حيث أن قدرته على الإقناع بالكذب أكبر فتحيد عن الحق قبل أن تفكر

    . فبتتوكل على الله و تدعوه يحفظها من كل أنواع الفتن ما ظهر منها و ما بطن

 زماننا كثرت به الفتنة و تأتي متخفية على أشكال عدة فلازم كل واحد فينا يأخذ حذره من كل كلمة بيسمعها، من كل كلمة  بيقولها، و من كل فعل بيفعله

فالزم لسانك قول الحق و الصدق دائما، و الزم عقلك التفكر في كل ما يحدث حولك و كل ما تسمع قبل أن تحكم عليه و تتناقله